إن سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة، ذلك الموضع الذي ضَمَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقِّقَ المدينة الفاضلة، فدعا أولاً لتوحيد مصدر تلقي التعليمات.
لقد أقام النبي الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يُفْرَدَ بالعبادة وحدَه، كما انفرد بالخلق والإيجاد، بنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، فكَوَّنَ هذا النظام الاجتماعي الفريد، وكون الدولة الإسلامية التي تنشر الإسلام في شتَّى بقاع الأرض، كما أقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.
وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-، فقال تعالى:﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ (المائدة : 15)، وقال تعالى:﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ (الأحزاب : 46).
Allah tak bertempat
1 week ago
No comments:
Post a Comment